يمكن اعتبار عملية تصميم المطبخ واحدة من العمليات التي تستدعي إيلاءها اهتماماً كبيراً؛ ويعود ذلك بشكل أساسي للأهمية الكبيرة التي يمتلكها المطبخ في المنزل كأكثر حيز مكاني يتم استخدامه من قبل ربّة المنزل وعائلتها، ولذلك فإنها تخضع لمجموعة من القواعد الأساسية التي تحكم سيرها بشكل صحيح يمكّن من تحقيق نتائج نهائية مثالية، ومن أبرز ما يمكن الإشارة إليه من هذه المعايير هي مساحة المطبخ؛ فوفقاً لها يتم تحديد الشكل العام للمطبخ، وهذا الشكل يحدد أيضاً بالاعتماد على مسار الحركة داخل المطبخ، وهذا الأمر لطالما تم مراعاته في العملية التصميمية وبشكل خاص عند تصميم مطابخ المانية أو ما شابهها من تصاميم عالية الجودة.
على مدار السنين المنصرفة أولى مصممو المطابخ اهتماماً كبيراً بطبيعة الحركة بالمطبخ، وعملوا على إيجاد الحلول المختلفة التي تجعلها سهلة ومرنة قدر الإمكان، ومن أبرز ما تنبّهوا إليه أن الحركة الرئيسية تتم بين ثلاثة نقاط أساسية، وهذه النقاط هي الثلاجة وموقد الغاز وحوض الغسيل، فتم الاتفاق على تسمية هذا المسار بمثلث الحركة، وتم بناءً على هذا التحديد وضع خطوط أساسية تحكم تصميم المطبخ، ومن بين ذلك:
- يخطط مثلث الحركة في المطبخ بحيث يراعي أفضل مسار يمكن تنفيذه بالمطبخ بين النقاط الأساسية الثلاث وفق أقل عدد من التنقلات.
- يراعى بتخطيط مثلث الحركة أن يفسح المجال لتواجد شخصين في المطبخ على القل لممارسة عملين مختلفين دون تعارض أو إعاقة بالحركة.
- تحدد مواقع نقاط الحركة الأساسية التي تشكّل رؤوس المثلث بحيث يكون موقد الغاز أقرب على نقطة التهوية في المطبخ، بينما يكون حوض الغسيل قريباً على مصدر الإضاءة او النافذة، ويحدد موقع الثلاجة بحيث تكون قريبة من الباب؛ وقد اختير لها هذا الموقع حتى لا يضطر من يحتاج لغرض منها أن يدخل المطبخ كاملاً لتأدية غرضه، فهذا أسهل وأسرع.
علاوةً على ما سبق يمكن القول بأن مقياس مثلث الحركة التصميمي يتناسب مع كافة مساحات المطابخ وأشكالها، ووضعه بعين الاعتبار يساعد بتحقيق أفضل تصاميم وإنتاج اجمل المطابخ، وذلك يشمل الجوانب العملية وتلك الجمالية للمطبخ.